أزهر رغم كل شئ:
عندما شاهدت تلك القبعات ذات الشعر الاصطناعي والتي صممت خصيصا للأطفال الذين يعانون من مرض السرطان وقد لاقت رواجا واستحسانا....قفزت في ذهني خولة...تلك الطفلة الصغيرة ابنة التاسعة...والتي كانت تعاني من داء الثعلبة،كان يجتز شعرها كآلة حراثة شرسة تأكل من شعرها ولاتشبع....تلك الخجولة خولة التي لم تكن تحسن ارتداء الحجاب جيدا....كباقي زميلاتها...ولكنها كانت عنهن أحوج...وكأنها تحاكي ذلك الحجاب الأبيض بأن يمنحها يوما ابيضا كلونه النقي...خاليا من التعليقات والسخرية التي تلدغها كل حين...فهل سيصمد ذلك الحجاب في رأسها أكثر؟هكذا كانت تسأل نفسها كلما همت بارتدائه...تجري وتلعب...ولازال أولئك الفتية الاشقياء يلاحقونها بسؤال لئيم:
— أين شعرك ياخولة؟
وكأنها لاتعرف شيئا عن مشكلتها التي تعاني منها....
هذا مايفعله فقراء الشعور في حياتنا تماما....يعرفون مشكلتك ويصرون على سؤالك عنها في غباء!....
مضت الأعوام....ومضيت في طريقي،كنت مرة أتبع رائحة التسوق ورغيفه الشهي....ولكن تلك الفتاة الجميلة التي أطلت نحوي...كانت أشهى وأجمل من أي رغيف...ابتسمت في عذوبة وهي تصافحني...
— ربما لم تذكريني أنا خولة....
— ماشالله...أنت خولة تلك الطفلة الصغيرة لقد كبرتي!....
ما اجملها....لقد أطل وجهها مزروعا كالقمر في صحن ذلك الحجاب وقد أحسنت ارتداؤه جيدا....مضيت وأنا مأخوذة بجمالها وجمال روحها وأدبها....بالتأكيد لم أسأل عن شعرها...وماذا حل به....الأمر ليس مهما....فهي جميلة وهذا يكفي....دون الولوج إلى تفاصيل من شأنها أن تفسد متعة اللقاء وتودي به...أليس جميل أن يكبر المرء ويستقيم عوده ليبدو مزهرا.. دون الاكتراث بما مضى مهما كان مؤلما.....
#زكية_الشبيبية
عندما شاهدت تلك القبعات ذات الشعر الاصطناعي والتي صممت خصيصا للأطفال الذين يعانون من مرض السرطان وقد لاقت رواجا واستحسانا....قفزت في ذهني خولة...تلك الطفلة الصغيرة ابنة التاسعة...والتي كانت تعاني من داء الثعلبة،كان يجتز شعرها كآلة حراثة شرسة تأكل من شعرها ولاتشبع....تلك الخجولة خولة التي لم تكن تحسن ارتداء الحجاب جيدا....كباقي زميلاتها...ولكنها كانت عنهن أحوج...وكأنها تحاكي ذلك الحجاب الأبيض بأن يمنحها يوما ابيضا كلونه النقي...خاليا من التعليقات والسخرية التي تلدغها كل حين...فهل سيصمد ذلك الحجاب في رأسها أكثر؟هكذا كانت تسأل نفسها كلما همت بارتدائه...تجري وتلعب...ولازال أولئك الفتية الاشقياء يلاحقونها بسؤال لئيم:
— أين شعرك ياخولة؟
وكأنها لاتعرف شيئا عن مشكلتها التي تعاني منها....
هذا مايفعله فقراء الشعور في حياتنا تماما....يعرفون مشكلتك ويصرون على سؤالك عنها في غباء!....
مضت الأعوام....ومضيت في طريقي،كنت مرة أتبع رائحة التسوق ورغيفه الشهي....ولكن تلك الفتاة الجميلة التي أطلت نحوي...كانت أشهى وأجمل من أي رغيف...ابتسمت في عذوبة وهي تصافحني...
— ربما لم تذكريني أنا خولة....
— ماشالله...أنت خولة تلك الطفلة الصغيرة لقد كبرتي!....
ما اجملها....لقد أطل وجهها مزروعا كالقمر في صحن ذلك الحجاب وقد أحسنت ارتداؤه جيدا....مضيت وأنا مأخوذة بجمالها وجمال روحها وأدبها....بالتأكيد لم أسأل عن شعرها...وماذا حل به....الأمر ليس مهما....فهي جميلة وهذا يكفي....دون الولوج إلى تفاصيل من شأنها أن تفسد متعة اللقاء وتودي به...أليس جميل أن يكبر المرء ويستقيم عوده ليبدو مزهرا.. دون الاكتراث بما مضى مهما كان مؤلما.....
#زكية_الشبيبية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق