الاثنين، 28 مايو 2012

ما أبشعها من كلمة آثمة:





مجزرة ‘مجزرة ‘مجزرة!!!
كلمة مدوية اجتمعت كل قنابل الدنيا الموقوته لتحمل خبرها قبل أن تنفجر في أذن سامعها فلا نكاد نشعر
بشيء سوى الإرتطام والأشلاء...كم أمقت هذه الكلمة وأود لوأطمس أثرها من القاموس ، كلما تنامت حروفها الى مسمعي قفزت مذعورة لأدفن جسدي الراعش في أقرب بقعة تنتشلني،يالها من كلمة ذات جرس كئيب حد القتامة، مخيف حد الهلع والبؤس، لونها هو لون الدم البشري
ما أبشع أن يكون مسفوحا مراقا تخلد في الذاكرة حمرته القانية لأمد بعيد لن يتسنى نسيانه أبدا..

ما أبشعك أيتها المجازر عندما لاتفرق مخالبك بين رجل وإمرة وشيخ كبير ويالعظم بشاعتك عندما تمتد أياديك الآثمة لتودي بالطفولة وعذب برائتها، ياله من ذنب كبير..
إنها قاصمة الظهر لدينا وفتات الفؤاد عندما يشتعل حرقة وأسفا على حق لطفولة المغتصب ،انه جرم الطفولة وحده ذلك الخوف الذي يشيب له شعر راسي كلما تهادت إلي كلمة مجزرة أو عرج صداها عبر حديث قصير
تلك البراءة والطفولة أهرب من خبر المجازر خوفا من أن أعثر على حروفها
الطاهرة مسكوبة بلون الدم هاهنا وهناك ،
يمنعني خوف الإصطدام بصورةطفل من تعقب أحوال المجازروأريح نفسي بالتجاهل
وأنا أعلم انما أخدرها في الوقت الذي تتوالد فيه صورة ألف طفل وطفل يتردد في ذاكرتي كأمر متوقع ومسلم به..
لك الله أيتها الطفولة أبكيك وأبكي ملامح البراءة فيكي وعذب الأماني وقداسة الأحلام .
أيتها المجزرة أيتها الكلمة الآثمة كم اغتصبتي من أحلام الطفولة وسرقتها عنوة وسط الزحام ، كم هان عليك أن تردي جسما صغيرا غضا نديا أشلااء أرض يجري دمها على أروقتها وكأن الأرض لن تعمر ولن تصلح الا بهذا القربان العظيم!!!
ولست أرى سوى أن الأرض أوشكت أن تشيخ وتهرم وتهم بالزوال غاضبة ساخطة..
ترى أيتها الحرية المزعومة اذا ماتحقق مناك يوما ما، ورفرتي براياتك
البيضاء فرحا بالنصر واسقاط النظام فلاتنسي حينها بأن الطفولة كانت الثمن الذي فجعتي به أمنيات الصغار عندما اختطفتي عن
مسامعهم أغنيات المهد التي تشعرهم بالأمان وامتطيتي من أياديهم الصغيرة بقايا الألعاب وعزفها ودويها

هنيئا لكم حينها أيها الأحرار نخبكم الذي احتسيتموه بغدر الطفولة ووحده ذلك الخوف والسكون الذي أطبق على أعينهم هو النشوة التي ستسكرون بها سنين طويلة..
عذرا أيها الأحرار إن مثل هذه الحرية لاأريد ولامرحبا بالنصروالتغيير
عندماتكون الطفولة هي الثمن ،
لتكن أقصى حدود النرجسية والأنا مني ولتكن تلك الألبسة التي سأرتديها من
أوصاف رديفة ضعف وذل وهوان..

ليكن كل أمر مقدر لي لطالما سأبصر طفلي أمامي ينام بهدوء ويغفو على هدهة رخيمة الألحان ويمطر
زوايا المكان بابتساماته وضجيجه المعهود.

سأظل أحتضن طفلي وأنشد له نشيد الأمان حتى لو انتهى بي الحال الى أن أفترش حصيرا على زقاق ضيق كفيفة العيش الا من
رغيف يابس

لك الله أيتها الطفولة التي أريقت في بحور المجازر لن أنساكي، سأظل أبكيك وأغذي
العين من دمعك القاني..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق